من اعظم صفاة المؤمن الوفاء بقلم *ناصر الغيث

 

أنا وأنت, لنا علاقات دائمة مع مَنْ حولنا من الناس, سواء من عائلتنا أو أقربائنا أو أصدقائنا نتزاور ونتواصل عن طريق أجهزة التواصل المتوافرة في كل بيت تقريبا, بل تعدت البيوت إلى الجيوب وهذا من فضل الله علينا جميعا, ولكن هل كل منا يستخدم هذه الأجهزة, لتعزيز الأخوة والمحبة وتقوية الصلة، قد تجد ذلك عند بعض الأشخاص ولا تجده عند غيرهم, لماذا ؟ لأن عندهم صفة الوفاء, قد تكون بين صديق وصديقه أو قريب وقريبه, يحن بعضهم إلى بعض فيكون الاتصال والكلام عن الأحوال والأولاد, وربما عن بعض المشاكل التي قد حدثت لهم في دنياهم, فربما يجدون بعض الحلول لها, وفي القرآن الكريم نجد للوفاء صدى عميقاً في 


بعض آياته المحكمات (وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم )البقرة 40 ، (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً) الاسراء 34  ، (بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ) آلعمران 76  ، آيات بيّنات تدعو إلى الوفاء بالعهود كافة, ولقد ذكر موضوع الوفاء في القرآن الكريم في نحو  39 آية, وهذا يدل على أهمية هذا الأمرعند الله سبحانه وتعالى, وحبه لمَنْ يتميز بهذه الصفة العظيمة, ومن ثمرات الوفاء، انتشارالأعمال الخيرية بين الناس, لثقتهم بمَنْ يتعاملون معهم ,واستدامة الصداقات وتعميقها بين الناس, كما انه يقوم بزيادة الأمن بين الناس, وزراعة المودة في قلوبهم, كما أن التقوى والوفاء متلازمان دائما, ومن أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (آية المنافق ثلاث ,إذا حدث كذب ,وإذا وعد أخلف ,وإذا اؤتمن خان( رواه البخاري ، كذلك قال : (اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة, أصدقوا إذا حدثتم, وأوفوا إذا وعدتم ,وأدوا إذا اؤتمنتم ,واحفظوا فروجكم ,وغضوا أبصاركم, وكفوا أيديكم) في صحيح الجامع للألباني ،أحاديث نبوية شريفة, تبين ما للوفاء من أهمية قصوى, لكي يكون المجتمع الاسلامي نظيفا من هذه العاهات التي تشوهه وتغضب خالقه، الذي لايريد له إلا الكمال والجمال. اخواني مهما تكلمنا عن موضوع الوفاء فلن نعطيه حقه, ولكن كانت هذه عجالة لعل فيها الفائدة المرجوة, ولا تنسونا من دعائكم الطيب.


        

تعليقات