ارتقاء الوسائل ونعم الله علينا بقلم ناصر الغيث


كان الإنسان قديماً يمشي المسافات الطويلة على رجليه عبرالصحارى والوديان والغابات، وكان يشعر بالتعب والمشقة، وفي بعض الأحيان كان يشاهد بعض الحيوانات لا تنفر منه بل تقترب، وكانت جاهزة لاستعمالها من أجل الركوب وحمل الأثقال عليها بكل سهولة ويسر، فقام باستئناسها وأخذ يطعمها ويسقيها، بل وجد في بعضها ما يريده من حليب وألبان وأصوا ف وأشعار وغيرها من المنافع.


ولقد عبرالقرآن الكريم عن ذلك بقوله سبحانه وتعالى «وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها من بين فرث ودم لبناً خالصا سائغاً للشاربين» المؤ منون 21، وقوله «وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون» النحل 66، وهذا فضل من الله العزيز الحكيم كبير، فبالإضافة إلى استعمالها في الركوب كالخيل والحميروالبغال استخدم مثلاً الجمال للركوب والأكل.

وقد كان هذا من قديم الزمان ومازلنا نستفيد من الأنعام إلى الآن في تلك النواحي وهي الأكل والشرب وغيرها أما ما حصل في العصر الحديث من استخدامها في الركوب فقد أصبح من الماضي إلا فيما ندر، وفي القرآن الكريم وردت كلمات تتكلم عن المستقبل نرى أثرها الآن واضحاً جلياً حيث قال سبحانه «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون» النحل 8، وفي الجملة الأخيرة نراها مفتوحة على القادم من السنين، ولم تتحقق إلا في عصرنا الحديث من اختراعات للمواصلات المختلفة، ففي عام 1886 تم اختراع أول سيارة في التاريخ على يد الألمانى كارل بنز وكانت تعمل بالجازولين وكانت تمشي على ثلاث عجلات، وكانت هذه بداية الانطلاقة للسيارة الحديثة التي تستخدم الآن.

وقبل ذلك كان اختراع الدراجة البخارية على يد غوتليب دايملر في العام 1885 أما أول من اخترع القطار فهو جورج ستيفنسون في عام 1814 أما المنطاد فقد كان اختراعه في العام 1900 بواسطة جراف زبلين وفي عام 1903 تمكن الأخوان رايت من اختراع أول طائرة تحلق في الجو، وكلها اختراعات كثيرة ومتنوعة، أراد الله بها سبحانه وتعالى التيسيرعلى البشر مع تزايد أعدادهم وتباعد أوطانهم، فنرى على سبيل المثال طائرات نقل الركاب العملاقة والتي قد تصل سرعتها إلى 850 كيلومتراً في الساعة، وتنقلهم من قارة إلى قارة بمسافة آلاف الكيلومترات بسهولة ويسر مع أمتعتهم وغيرها. أين كان هذا من عهد الجمال والخيل والبغال والحمير؟ فقد نقلهم الله سبحانه بقدرته وبحكمته وعلمه نقلة ليست في الخيال كما يقال، بل أبعد من ذلك بكثير، فله الحمد والمنة على ذلك، وقد يقول البعض اعتراضاً يا أخي، هذا عصر العلم والاختراع والتكنولوجيا والعلماء هم من قاموا بها فيقال لهم من خلق العلماء ليقوموا بهذه الأعمال؟ بل من خلقكم أنتم أصلا أيها المعترضون؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

تعليقات