المؤمن الواعي والمتفهم لدين الله تعالى لايدع أي فرصة تمرعليه في دنياه، إلا وانتهزها وجعلها مجالاً لاقتناص الحسنات لذلك الموقف العصيب (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت *كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) المؤمنون 99 لا فائده في ذلك، الموت حضر، وستلقى ربك بما قدمته في دنياك من خير أو شر, وستحاسب عليه (فمَنْ يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومَنْ يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة 7 ، فالحساب على مثاقيل الذرة، وهي أشياء صغيرة جدا،و في يوم ينظر الناس إلى صحائف أعمالهم يقول الله عزوجل (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا* اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) الاسراء13 ،
كتابك أمامك تقرأه بنفسك ، سوف يندم بعض الناس ندما شديدا، حرف من القرآن الكريم بعشر حسنات أين كنا في دنيانا ؟ لا ينفع الندم ، انتهى كل شيء ، يا أحبائي: لاتغرنكم الدنيا فإنها إلى زوال، انظروا إلى أنفسكم ماذا فعلت بكم الأيام ، تنقص من أعماركم وتقربكم إلى لقاء ربكم، كونوا أذكياء ومن أولي الألباب، انتهزوها لرفع درجاتكم في جنة الخلد, لنأخذ مثلا بسيطا من الواقع, وأنت في سيارتك, ذاهب إلى مركزعملك مثلا, تستطيع أن تكسب العدد الوفير من الحسنات قد تتساءل وكيف ذلك ؟ ببساطة شديدة استمع إلى القرآن الكريم ، سوف يزيد ايمانك وترضي ربك, ويطمئن قلبك بذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد 28 ، الطمأنينة، التي يسعى اليها كل البشر، ويسعون اليها بكل ما أوتوا من قوة ومال وعزيمة ، عرفك الله سبحانه وتعالى على سرها فهل ترفضها ، فكر,
وسأعطيك أمثلة بسيطة جدا عن عدد حروف القرآن الكريم, في بعض السورمثلا سورة يس 3000 حرف , سورة الفتح 2438 حرفاً ,سورة الواقعة 1703 أحرف, هذه هي الحروف المجردة، وإذا علمنا بأن الحرف بعشرحسنات، فإن النتيجة ستكون بمئات الآلاف، بإمكانك أن تربحها وأنت تقود سيارتك، وإذا صادفتك إشارة مرور فاجعلها لصالحك في الآخرة، حسنات عند الاشارات، لم لا، قل لي بربك، هل تجد أحسن من هذه الفرص لكسب الحسنات؟ كم ضيعنا من أوقاتنا من فرص بلا فائدة تذكر؟ أعزائي: عندما تذهبون إلى أي مكان فيه انتظار، اغتنموا الفرصة بالتسبيح والذكر,لإثقال ميزان حسناتكم، ولا يشغلنكم الشيطان الرجيم عن الذكر، فاستعيذوا بالله منه وامضوا في تقربكم إلى ربكم لعلكم تفلحون، اللهم اجعلنا وإياكم من أهل القرآن.
تعليقات
إرسال تعليق